لا تحتقر محبتى
"الفصل الأول"
(المشهد
الأول)
( قبل رفع الستار يسمع الجمهور صوت الطفل ياسر وهو يتكلم مع خادم كنيسته.)
يـاسر: الرب يسوع مات علشان خطيانا يا أستاذ.
الخادم: وايه كمان يا ياسر.
يـاسر: وبـ ...... بيحب كل واحد ....(يتهته) فينا.
(يسمع صوت ضحكات طفل آخر وهو سلامة ابن عمدة البلد)
سلامة: هاهاها "ضحكات متقطعة" يا أه الواد ياسر مش عارف يتكلم.
الخادم: ايه يا سلامة بتضحك على إيه.
سلامة: أصله يا أستاذ مش عارف يقول كلمتين على بعض.
الخادم: طيب ودا يخليك تضحك كده.
سلامة: أيوة طبعاً أنت مش شايفه عمال يتهته ويقطع فى الكلام ويريل وحالته
تخلى الواحد يموت من الضحك.
يـاسر: إنت بتضحك علىَّ ليه... إنت مالك ومالى يا أخى أنت دايماً كدة ...
مستقصدنى...
الخادم: لا لا ياسر كده غلط .. خلاص يا ياسر سلامة مش هايعمل كده تانى.
يـاسر: انتم دايماً تقولوا كده لكن.... دا كلام إنتم مش بتحبونى أيوة أنا
عمرى ماهاجى الكنيسة دى تانى.
الخادم: ليه يا ياسر... وبعدين حتى لو مفيش حد بيحبك أفتكر إن الرب يسوع
بيحبك بيحبك خالص يا ياسر.
يـاسر: صحيح يا أستاذ في حد بيحبنى أنا..
الخادم: طبعاً يا ياسر.
يـاسر: وأنا كمان بحبه وهافضل أحبه أحبه وأحبه طول عمرى يا استاذ.
ثم تفتح الستار ويظهر منظر
بيت متوسط الحال بسيط ويظهر سرير ينام عليه الأب وبجواره بنته. (يدور الحوار بين
الأب محروس وابنته ثناء)
الأب: (ابنته
تعطيه الدواء) ياباى الدواء دا مر قوى.
ثنــاء: معلش يا أبا هو صحيح مر بس هو دا العلاج ولازم تاخده وبانتظام
كمان وإلا...
الأب: وإلا إيه يا بنتى قوليها أموت.. مش كده...
ثنــاء: مش قصدى يا أبا أنا قصدى إن الدواء ضرورى علشان صحتك تتحسن وتخف
بدل ما يبقى فيه مضاعفات وبعدين أنت نسيت إن بنتك كلها كام سنة وهاتبقة دكتورة ولا
أيه...
الأب: لأ طبعاً مش ناسى ربنا يدينى الصحة وأشوفك أحسن دكتورة فى
الدنيا. وأشوف ياسر أخوكى فى أحسن حال. إلا قوليلى ياسر اخوكى فين.
ثنــاء: طيب وأنا أعرف منين هو دا بيقول لحد هو رايح فين ولا جاى منين ولا
حد عارف عنه حاجة!
الأب: يا بنتى ماتبقيش كدة وخليكى حنينة عليه .. مش كفاية اللى هو فية
دا محتاج يسمع منك كلمة تشجيع دا أنت أخته ومالكوش غير بعض.
ثنــاء: يا ابا البركة فيك وبصراحة أنا بعمل
معاه كل اللى أقدر عليه ولا أنت عايزنى أسيب الكلية
وأتفرغ له !!..
الأب: لا يا بنتى أن مش قصدى كده... أنا قصدى إنى أيامى بقت معدودة
والدكاترة زى ما أنتى عارفة قالو لازم عملية بس أنا عارف إنى خلاص والباقى من
العمر ما عدش كتير لكن نفسى يا بنتى أشوفك بتعطفى على اخوكى وتحبية علشان أموت
وأنا مرتاح. أعملى معروف يا بنتى أسألى على أخوكى شوفية فين.
ثنــاء: يا ابا ريّح دماغك زمانه قاعد زى عوايده على الترعة يكلم النجوم
والقمر والمية والهواء إطمئن وخليك أنت فى صحتك.
(يدخل ياسر ويقع على الأرض وهو مجروح وعلى وجهه علامات
التعب والحزن.)
ثنــاء: أنت شرفت يا سبع البرمبة
(ثم تتأمل فيه وتقول) ... كنت فين من إمبارح وإية اللى مبهدلك كده .. إنطق !!. (يـاسر يصمت)
الأب: مالك يا أبنى أية اللى عمل فيك كدة.
ثنــاء: ماترد ولا اتخرصت.
يـاسر: (بتهتهة
شديدة) س س سلامة سلامة ضربنى وبهدلنى وبعدين زقنى فى الترعة.
ثنــاء: أنت طول عمرك كدة مهزء ومضروب من كل الناس دايماً كاسفنى وسط
الناس تلقاك عملت له حاجة علشان كدة ضربك.
يـاسر: لا .. لا .. صدقينى يا ثناء أنا أنا مكلمتوش..
الأب: أمال لية يا أبنى سلامة عمل معاك كدة...
يـاسر: معرفش يا ابا أنا كنت قاعد زى عوايدى على الترعة وبعدين هو
وأصحابه بيتريقوا علىَّ وقعد يعايرنى ويقولى يا أبو نص لسان ولما قلت له بتعمل كدة
لية ضربنى وزقنى فى الترعة ... هو دا اللى حصل .. صدقونى...
ثنــاء: أنت كذاب إبن العمدة متربى ومش ممكن يعمل كدة.
يـاسر: لا يا ثناء أنا قلت اللى حصل لكن إنت اللى دايماً تطلعينى غلطان
كأنى مش أخوكى.. انتى لية ضدى .
الأب: مش كدة يا ثناء بالراحة على أخوكى.
ثنــاء: معلش يا بابا طيبتك الزيادة معاة دى خلته مش بيسمع الكلام .. طيب
يرضيك إنه فضحنا فى كل البلد دا مفيش بيت إلا ويعرف عمايل ياسر أفندى.
(يجرى
ياسر على الأب ويتوسل إلية)
يـاسر: صدقنى يا ابا أنا مغلطتش فية هو اللى ضربنى صدقنى (ويبكى).
الأب: (ياخذه
فى حضنه ) مصدقك يا أبنى مصدقك.
ثنــاء: يوووه .. فيلم كل يوم (بصوت منخفض) ..
على العموم يا ابا أنا نازلة اروح أشوف النتيجة
وبعدين اروح الاجزخانة .. على فكرة يا ابا
انا يمكن أتأخر شوية لان الدكتورة منى صاحبة الأجزخانة
النهاردة عندها ظروف فهاكمل مكانها...
الأب: مع
السلامة يا ثناء وربنا يطمنك على النتيجة. (تخرج ثناء
ويدور هذا الحوار)
يـاسر: شايف يا ابا إختى بتعاملنى إزاى .. زيها زى أى واحد غريب من
البلد.
الأب: معلش يا ابنى أنت عارف أختك حمقية شوية لكن هية طيبة وبتحبك
وبعدين يا يـاسر انا عايز أقولك كلمتين با أبنى حطهم حلقة فى ودانك.
يـاسر: أتفضل يا ابا.....
الأب: عايز يا ابنى تسيبك من القعدة ع الترعة وتشوف لك شغلانة حتى تشغل
بيها وقتك وعلى الأقل ترتاح من المشاكل اللى بتحصل دى...
يـاسر: شُغلانة إية بس يا ابا ما أنت عارف انى مفيش حد فى البلد يرضى
يشغلنى وكل ما اشتغل عند حد يطردنى.
الأب: أنا عايز اطمن عليك يا ابنى قبل ما اموت.
يـاسر: ماتقولش كدة يا ابا دا أنا ماليش حد غيرك فى الدنيا دى ولو جرالك
حاجة دا انا أموت دا انت غالى علىَّ قوى يا ابا وإن شاء الله هاتعمل العملية وتبقى
زى الفل.
(وأثناء ذلك يسمع صوت طرق على
الباب).
الأب: افتح الباب يا ياسر ولا أقولك بلاش أنت هافتح أنا.
يـاسر: لا يا
ابا خليك مرتاح أنا اللى هافتح. (يظهر حبيب وهو شخص كبير فى السن)
يـاسر: أهلاً يا عم حبيب أتفضل.
الأب: مين يا ياسر.
يـاسر: دا عم حبيب يا ابا .. إتفضل يا عم حبيب.
حبيب: مساء الخير إزيك يا ياسر وإزى أبوك.
الأب: أهلا يا ابو ميلاد إتفضل...
حبيب: خليك مرتاح. أنا قلت وانا رايح الكنيسة اجى اطمن عليك.
الأب: أعمل الشاى يا ياسر لعمك جبيب.
يـاسر: حاضر يا ابا.
الأب: فيك الخير يا ابو ميلاد وربنا يباركك.
حبيب: دا كلام برضه يا ابو ياسر دا انت اخ غالى علينا والرب يعلم قد أيه
أنا بعزك.
الأب: تعيش يا ابو ميلاد..... وازى اخبارك واخبار الكنيسة والخدمة؟.
حبيب: نشكر الله كل الأمور ماشية كويس خالص والكنيسة دلوقتى كويسة
خالص...
الأب: صحيح ؟.
حبيب: أيوة دا حتى اليومين دول فية أخ حلو خالص اسمه الأخ سامى شاب حلو
خالص بيحب ربنا وبيخدم بأمانة..
الأب: سامى.. سامى مين ماتعرفش..
حبيب: اسمة سامى سدراك.
الأب: صحيح أنت متأكد
حبيب: أيوة .. أنت تعرفه ؟؟.
الأب: دا أنا اعرفه كويس
خالص دا أخ حلو خالص وربنا مباركه وزمان ياما كان لينا خدمة وجلسات مع بعض. (يدخل
ياسر بالشاى)
يـاسر: أتفضل يا عم حبيب.
حبيب: شكراً يا ياسر يا ابنى. (يدخل ياسر داخل البيت)
حبيب: طيب كويس خالص يبقى أكيد هيزورك...
الأب: يبقى حلو خالص دا أنا مشتاق علية قوى.
حبيب: (يتناول
الشاي ) إن شاء الله النهاردة هشوفه وأكلمه (يضع الشاى) طيب استأذن أنا...
الأب: لأ أستنى أنا عايزك فى موضوع كده.
حبيب: خير يا أبو ياسر.
الأب: بصراحة نفسى تشوف لياسر أى شغلانة عندك فى المحل لأن عدم الشغل
خلى نفسيته تعبت.
حبيب: (يصمت
ثم يقول) يا سلام يا أبو ياسر دا المحل ملكك . ياسر يا سيدى ييجى من بكرة يشتغل ولا
يكون عندك فكر وكأنه مع أبوة بالضبط.
الأب: صحيح يا أبو ميلاد... صحيح أنت هتشغله.
حبيب: طبعاً يا أبو ياسر وأهو على الأقل يبقى دراعى اليمين.
الأب: أنا مش مصدق... شكراً يا أبو ميلاد أنا مش عارف اقولك ايه أنا..
جميلك دا فوق راسى...
حبيب: جميل ايه يا راجل أنت اخويا وياسر ابنى.. أنا هامشى علشان ماتأخرش
على الاجتماع وبكرة من الصبح بدرى إبعت لى ياسر. خلاص..
الأب: ماشى
يا أبو ميلاد .. شرفت .. ربنا يريحك زى ماريحتنى (علامات
الفرح والرضى).
يخرج حبيب لتنطلق فرحة الأب وينادى
على ياسر
الأب: يا ياسر يا ياسر.
يـاسر: خير يا ابا هو عم حبيب مشى ولا إيه.
الأب: خلاص يا أبنى ربنا فرجها ولقيتلك شغلانة.
يـاسر: شغلانة اية بس .. وإزاى ومع مين.
الأب: مع عمك حبيب فى المحل إية رأيك.
يـاسر: صحيح يا ابا.
الأب: صحيح يا أبنى مبروك يا ياسر يا ابنى.
يـاسر: الله يبارك فيك يا ابا ربنا يخليك لىَّ معقول الدنيا هتبتسم لىَّ.
الأب: إنشاء الله يا ياسر هترتاح وكل مشاكلك هاتتحل.
(أثناء ذلك يسمع صوت العمدة من الخارج )
العمدة: يا عم
أبو ياسر يا عم محروس
يـاسر: (بعد
سماعه صوت العمدة) مش باين ان المشاكل هاتتحل.
الأب: افتح يا أبنى الباب.
يـاسر: بلاش أنا يا ابا اصل أنا مش هاطيق اشوفه معلش أنا هادخل جوة...
(الأب يذهب
ليفتح الباب)
الأب: اهلاً حضرة العمدة .. إتفضل...
العمدة: إزيك يا عم محروس عامل كيف دلوقت.
الأب: الحمد
لله ادينى باخد العلاج اللى كتبوه الدكاترة على العموم كتر خيرك يا حضرة العمدة
انك جاى مخصوص علشان تسأل علىَّ.
العمدة: بصراحة أنا مش جاى بس علشان اسأل عليك لكن كمان عندى كلمتين عايز
اقولهم لك.
الأب: اتفضل يا عمدة قول اللى أنت عايزة...
العمدة: بص يا أبو ياسر اسمعني كويس أنا لغاية كده وشايف انك لازم تشوفلك
حل فى ابنك دا.
الأب: اية بس يا عمدة هو عمل حاجة.
العمدة: يا شيخ !! .. كل دا وتقولى عمل حاجة ! .. هو فى حاجة لسة معملهاش..
دا كل الناس فى البلد بيشتكوا منه وأنا ساكت من بدري .. يا راجل ده لسه متخانق مع
ابني سلامه .. سلامه الوديع اللطيف ! .. وبصراحة بقي يا محروس لولا إنك راجل كبير
وعيّان كان يبقى لىَّ تصرف تانى.
الأب: قصدك أيه يا حضرة العمدة...
العمدة: قصدى إذا مااتعدلش وبطل أمور الجنان والهبل دى يبقى الأحسن إنه
يروح المرستان وهناك أحسن له.
الأب: لا يا حضرة العمدة إبنى مش مجنون ولا اهبل هو بس الناس فاهماه
غلط ومش معنى إنه غلبان يبقى يروح مستشفى
المجانين.
العمدة: خلاص بلاش يروح المستشفى أنا هبلغ عنه فى المركز ويبقى يتعلم الأدب
هناك على أصولة...
(يظهر ياسر وهو مغتاظ )
يـاسر: مين اللى يروح المركز أنا ولا أنت يا عمدة !
العمدة: أنا ... أنت بتقول ايه يا مجنون أنت ؟؟!.. سمعت يا محروس ؟!
الأب: ايه يا ياسر الكلام دا عيب يا ابنى.
يـاسر: لا مش عيب .. أنا عارف هو بيقول كده ليه .. وإذا كان لازم حد يروح
السجن يبقى العمدة وابنه سلامة .. ايوة
أنا شفتهم وهما بيحرقوا المحصول بتاع عم غالى علشان يخلوه يبيع لهم أرضه بأقل ثمن
.. وغيره وغيره ... ايوة أنتم اللى تستهلوا الحبس والسجن (يشير اليه).
العمدة: (يضربة
قلم) أخرس يا ولد .. ما بقاش كمان إلا أنت كمان يا اهبل تتكلم على العمدة حاضر
أنا هاوريك وأعرفك مين عمدة البلد دى واعلمك درس عمرك ماهتنساة.
وينتهى المشهد الأول.
(المشهد
الثانى)
(ترفع الستار عن
منظر يمثل طريق في القريه ويسمع صوت عصافير او طيور ومنظر خلفي اشجار... ويتحدث
العمده جمال مع ابنه سلامه ...)
سلامه: عملت
ايه يا ابا في الواد ياسر .. أكيد طبعاً علمته الأدب وخوفته
وخرست لسانه اللي عايز قطعه
العمده: خرست ايه ده الواد كان هيفضحنا...
سلامه: قصدك ايه يا ابا ؟؟...
العمده: قصدي انه سمعنا وإحنا بنتفق علي حرق محصول
غالي وأرضه وشافك أنت والغفر وانتم بتحرقوه .. ويمكن كمان عارف حاجات تانية !
سلامه: يا ابن الأبالسة ... أنا مش قلتلك يا ابا .. الواد دا عايز قطع
لسانه ... وبعدين دلوقت بقي وجوده خطر علينا..
العمده: قصدك ايه يا سلامه ...
سلامه: قصدي أنت فاهمه
العمده: هه ..
سلامه: ايوه نخلص منه...
العمده: أنت بتقول ايه يا سلامه .. ما انا عارف ان
الواد ياسر ده طول عمره ما بينزلكش من زور... بس انت بتفكر في ايه.
سلامه: الواد ممكن يهلضم بالكلام في
الفاضي والمليان .. ندخل إحنا في سين وجيم ومتنساش يا ابا انك عمده البلد وحاجه زي
دي هاتخلي مقامك يتهز وسط البلد ومش بس كده......
العمده: مش بس كده .. قصدك ايه يا سلامه ؟
سلامه: قصدي إن وجوده هيخلينا مانقدرش ناخد ارض غالي بعد ما عملنا كل دا
علشان ناخدها.
العمده: ليك حق يا واد يا سلامه ... بس فكره القتل دي
انساها...
سلامه: امال هنخلص منه ازاي بس يا عمده....
العمده: بسيطه .. نلبسه أي تهمه ونبلغ البوليس عنه
ونقبض عليه متلبس وبالشكل دا نخلص منه...
سلامه: ازاي يا ابا أنت عايزنا ندخل الحبس برجلينا.
العمده : ليه يا ابوالعريف .
سلامه: لان الواد لو عرف سكه البوليس هيحكي علي كل حاجه .. وساعتها هنبقي
خسرنا كل حاجه .. وبدل ما نخلص احنا منه يخلص هو مننا.
العمده: براوه عليك يا واد يا سلامه طول عمرك طالع
ناصح لابوك (يشير
لنفسه في زهو)....طيب امال هنعمل ايه .. انت كده عقدتها اكتر ...
سلامه: اقولك أنا يا ابا هنعمل ايه..
العمده: قول يا ولدي....قول واطرب وداني.....
(سلامه يبدأ في
الحديث مع والده بصوت منخفض واثناء ذلك يعلي صوت الموسيقي ليدبرا معا مكيده ضد
الابن ياسر لطرده من البلد)
(ثم تنتهي الموسيقي وينتهي الحديث)
العمده: براوه عليك يا واد يا سلامه طول عمري اقول
عليك طالع لابوك نبيه ومفتح.
سلامه: امال
يا ابا .. دا انا تربية ايديك.
العمده: وبالشكل دا نخلص من ياسر افندي بطريقه عمر ما
حد هايشُك فيها...
سلامه: بس الخطه دي يا ابا متوقفة عليك أنت.
العمدة: لأ ماتخفش .. إنشاء الله هنخدمة خدمة
العمرعلشان يعرف يكلم العمده كويس.
(واثناء
ذلك يدخل الاخ سامى خادم الكنيسه على المسرح... ويلمحه العمده.......)
العمده: بس ياد يا سلامه .. كتم
.. أخونا سامى جاى...
سلامه: يييه ... إحنا ناقصينه دا دلوقت.
سامى: مساء الخير يا حضره العمدة.
العمده: مساء الخير يا أخ سامى.....
سامى: ازيك يا أخ سلامة....
سلامه: أنا....أنا كويس خالص.....
العمده: وازى أخبار الاجتماعات يا أخ سامى فى الكنيسة
والحضور عامل ايه..مش كويس دلوقت.
سامى: نشكر الله الاجتماعات حلوه خالص والحضور ابتدأ يزيد والسبب أكيد فى
صلاة المؤمنين الذى حضرتك و زى سلامه...
سلامه: ايوه صحيح..المؤمنين اللي زينا .. آه طبعاً دول هما المؤمنين.
العمده: الحقيقة يا أخ سامى أنا لولا مشاغل العمدية
لكنت أجي الاجتماعات كلها لكن اعمل إيه بقى..الواحد محروم من الشركة مع الاخوة ...
والموضوع ده محزز في نفسي قوي.
سلامه: ايوه صح .. يا عيني عليك يا جناب العمدة .. طول عمرك بتاع ربنا.
سامى: إحنا طبعاً يا حضرة العمده مقدرين ظروفك ومشاغلك .. وربنا يباركك
ويعوضك خير.
سلامه: فعلاً .. الواحد بيحاول يفضى نفسه علشان يقضي اكبر وقت من عمره فى
الكنيسة.
العمده: أنا كنت بأفول يا أخ سامى إن المساحة اللي
وراء الكنيسة فاضيه وصاحب الأرض عايز يبيعها فأيه رأيك لو خدناها ووسعنا الكنيسة
.. علشان البركه تحل اكتر.
سلامه: ايوه صح يا ابا .. هو احنا عايشين غير بالبركه .. ايوه البركه.
سامى: كويس خالص .. بس بيتهيألى الموضوع دا صعب وعايز إمكانيات.
العمده: ولا
صعب ولا حاجه وكل شىء يجى بالصوم والصلاة إحنا نصوم يومين تلاقى المواضيع كلها
إتحلت.
سامى:
بس حتى لو اشترينا الأرض .. المباني
والهد دا شئ مش سهل في اليومين دول... وانت عارف يا جناب العمده المواضيع دي
مشاويرها طويلة.
سلامه: بسيطه
.. نصوم يومين تانى وماحدش هيخسر حاجه
وكله يهون عشان خاطر الكنيسة.
سامى: يا سلام لو كل البلد زيكم.
العمده: اهه ربنا يعمل يا أخ سامى.
سلامه: صحيح كده.... إحنا لازم نكون قدوة لأهل البلد في التمسك بكلام ربنا
.. أمال ؟
سامى: يا ريت نشوفكم النهارده فى الاجتماع .. على فكرة كل الناس بقولهم
الميعاد الساعة 9 لكن انتوا هتيجوا الساعة 8 ونص علشان نصلى قبل الاجتماع علشان
الموضوع ده .
العمده: إذا تأنى الرب فى مجيئه هنحضر الاجتماع إنشاء
الله ....وأنا لولا امبارح كان عندى خدمة ماكنتش غبت عن الاجتماع أبداً.
سلامه: حتى أنا امبارح بالصدفه عدى علىّ كام أخ وأخدنا فرصة صلاة .. قعدنا فيها للصبح.
سامى: ربنا يبارككم خالص ودلوقت عن اذنكم.
العمده: ماتخليك معانا شويه.
سامى: معلهش يا عمده اصلي أنا هاروح زياره فى الأول
قبل الاجتماع لواحد عزيز علىّ قوى واعرفه من سنين.
سلامه: ودا مين ده...هنا فى بلدنا...
سامى: عم محروص...
العمده: محروص شحاته...
سامى: أيوه دا أخ وصديق كان لينا خدمه مع بعض وعرفت
انه تعبان ولازم اسأل عليه.
سلامه: صحيح معاك حق يا أخ سامى وزيارة المريض واجب
وخدمة كبيرة.
العمده: لا
وعمك محروص أول مين يتزار (بخبث).
سامى: طيب ماتتفضل معايا يا حضرة العمده نسأل عليه
ونصلى معاه.
العمده: معلهش اتفضل أنت .. وأنا وراي حاجة صغيرة كدة
وهاحصلك.
سامى: طيب .. مع السلامة دلوقتي يا حضرة العمده...مع
السلامه يا سلامه..
(ويخرج سامى لزيارة محروص ويضحك الاثنين هاهاها ... موسيقي)
سلامه: شربها أخينا أما دا حته خادم.
العمده: لا بس أيه رأيك فى أبوك لبسه العمة تمام ..
قال وأقوله كان عندى خدمة .. يا سلام.
سلامه: معلم
يا أبا طول عمرك معلم.
العمده: ودلوقت
ياله بينا نروح الاجتماع .. قصدي يللا ننفذ اللي اتفقنا عليه .
(ويخرج الاثنان من المسرح لينتهى
المشهد الثانى)
(المشهد الثالث)
(منظر بيت
ياسر كما فى المشد الأول ويظهرالخادم سامى جالساً مع الوالد محروص)
الأب: بس ... أدى كل الحكاية من ساعة ما جيت البلد لحد ما عييت وقعدت
زى ما أنت شايفنى.
الخادم: ياه أيام وسنين عدت.....لكن الشىء اللي
بيشجعنا هو امانة الله معانا ومهما كانت حياتنا وظروفنا والمتاعب اللي بنلاقيها ..
لكن فعلاً يوم بعد يوم بنتأكد إن إحنا فى ايدين راعى الخراف العظيم.
الأب: صحيح يا أخ سامى الرب أمين...اوعى تفكر إنى زعلان علشان المرض
اللي أنا فيه بالعكس دى مشيئه الله وأنا بشكره على كل حاجه بعيشها حتى المرض.
الخادم(سامى): فعلاً أحلى شىء
يا أخ محروص إن المؤمن يشكر زى ما قال الكتاب أشكرنى كل حين على كل شىء. ورغم إن
دا أمر كتابى لكن ناس كتير بتبقى محتاجه تتعلم الدرس دا وتعيشه كمان .
(ثم
يدخل ياسر وهو يحمل الشاى للخادم)
الأب: إبنى ياسر يا أخ سامى.
سامى: اهلا
اهلا يا ياسر (مبتسماً ويسلم عليه بترحاب شديد)
ياسر: اهلاً
بحضرتك
الأب: الأخ
سامى أخ عزيز عليَّ يا ياسر من زمان .. وهو بيخدم اليومين دول فى الكنيسة هنا فى
البلد.
سامى: إلا
قولى يا ياسر أنت ليه مش بتحضر الكنيسة دا أنا ماشفتكش خالص ...
ياسر: لا
أنا كنت بحضر بإنتظام الفترة اللى فاتت ...
سامى: طيب
وليه مش بتحضر دلوقت ...
ياسر: أصلى
بدأت اشتغل والشغل وأخد كل وقتى وبرجع البيت متأخر ما باصدق أكل لقمة وأنام.
سامى: على
العموم يا ريت يا ياسر تحاول وخصوصاً فى أيام الأجازات وربنا يساعدك.
ياسر: إنشاء
الله عن إذنكم ...(يدخل).
الأب: على فكرة يا أخ سامى ياسر من زمان وهو بيحب ربنا خالص وبيروح
الكنيسة والاجتماعات .. ده حتي خادم مدارس الأحد
زمان كان بيشكر فيه وبيقول ان ياسر قاله انه هايفضل يحب ربنا طول عمره مهما حصل ..
بس لولا الناس !
سامى: مش فاهم قصدك أيه ...
الاب: قصدى أهل البلد مش سايبينه فى حاله وزى ما أنت شايف كده إنه طيب
ويعنى لسانه بطئ شوية فى النطق دا خلى كل واحد يتريق عليه ويهزئوه لدرجة أن الواد
اتعقد وكره نفسه والناس والبلد حتى الشغل كل ما يروح يشتغل عند حد يعايره وبعدين
يطرده.
سامى: ياه .. للدرجة دى دا شىء صعب صحيح .. بس أنا سامعه بيقول إنه
بيشتغل.
الأب: دا يدوبك ما بقالوش أسبوع أصل
عم حبيب أخ من الأخوة الحلوين خالص لما طلبت منه يشغله معاه وافق على طول بس هو
النهاردة وإمبارح مارحش بيقول إن الأخ حبيب عنده ظروف واضطر يقفل المحل ويسافر.
سامى: أنت قصدك الأخ حبيب أبو ميلاد
الأب: أيوة أنت متعرفوش ؟ ...
سامى: لأ إزاى أعرفه كويس دا حتى كان من أول الأخوة اللى أتعرفت عليهم فى
البلد بس دا ... دا ...
الأب: ماله يا أخ سامى ... أيه ... حصله حاجة ...
سامى: لأ بس أصلى عرفت إنه تقريباً عنده ظروف وهيسيب البلد.
الأب: هيسيب البلد إنت بتقول أيه أنت متأكد.
سامى: أيوة أنا عرفت كده منه ...
الأب: طيب ليه .. ليه يا أخ سامى فهمنى.
سامى: أنا معرفش إذا كنت عندك معلومات أن عم حبيب بعد موت مراته كان كل
شوية بحسب ما قالى إن ابنه ميلاد كان بيقوله مفيش داعى لقعدتك لوحدك هنا فى البلد
وأنا فى مصر وبيحاول يقنعه يسافر يقعد عنده .. ومن يومين كنت مع عم حبيب وقاللي
أنه حاسس بإنه محتاج حد يراعيه وعلشان كده سافر مصر و هيعيش مع ابنه فى بيته اللى
بناه هناك ... يمكن محبش يقولك علشان ما تزعلش علي ياسر.
الأب: ياه يا حظ أبنى ... دى هتبقى صدمة على ياسر
قوى .
سامى: ليه بس ما الراجل مش غلطان .. وبعدين ياسر ...
الأب: (يقاطع
سامى) ياسر أيه بس يا أخ سامى .. دا لو عرف كده هيرجع أوحش من الأول أنا ما صدقت
إنه اشتغل ولقي حاجه تشغله.
سامى: ماتزعلش يا أخ محروص .. وثق إن ربنا هيدبر لياسر شغلة تانى
بطريقته.
الأب: شغلة تانى منين دا أنا حمدت ربنا وقلت خلاص مشاكله هاتنحل أعمل
معروف ماتجيبلوش سيرة دلوقتي لحد ما ربنا يفرجها ...
(وأثناء
ذلك يطرق الباب وصوت من الخارج)
العمدة: يا أخ محروص ... يا أبو ياسر.
(يتأخر
ياسر فيذهب سامى ليفتح الباب)
سامى: أهلاً يا حضرة العمدة إتفضل
العمدة: مساء الخير يا أخوة أنا قولت أجى زي ما وعدتك يا أخ سامي أسلم على
الأخ محروس واطمن عليه.
الأب: تعيش يا عمدة ...
سامى: ربنا يباركك ويكافئك .. صحيح لو كل عمدة يعمل كده كانت المحبة سادت
بين الناس.
الأب: تشرب شاى يا عمدة مش كده .. (ينادي) يا ياسر يا ياسر .. أنا مش
عارفه راح فين ...
العمدة: لا صدق ما حد يعمل الشاى إلا أنا .. هو أنا غريب ...
الأب: إتفضل يا عمدة بيتك ومطرحك ...
سامى: لا مايصحش خليك يا عمدة وأنا اعملك الشاى ...
العمدة: ودا كلام برضه مش ممكن ..
كلام واحد أنا هاعمل الشاي معايا وبعدين اللى خلي المسيح غسل أرجل التلاميذ
أنت مستكتر علىَّ أعملكم الشاى ... دي حاجة بسيطة قوي.
سامى: ربنا يباركك أنا بصراحة مش لاقى كلام أقوله .. لكن فعلاً أنا بتعلم
منك كتير جداً
(ويظهر
علي المسرح أن العمدة يجهز باخراج شئ من ملابسه ويدخل العمدة ليعمل الشاى ويستكمل
سامى والأب حديثهم).
سامى: أنا مش عايزك تزعل نفسك يا أخ محروص علشان موضوع ياسر ... ربنا ها
يدبر له فرصه كويسة بس انت ارمي حملك عليه .. وبعدين أنا عندى فكرة عايز أقولهالك.
اللأب: فكرة أيه ... ده انا نفسي في أي حاجه تفرح الواد.
سامى: أنت ليه ماتكلمش العمدة بشوفلة شغلانة ... بصراحة أنا شايف إنه أخ
رائع جداً وحاسس إنه مش ممكن يمانع إنه يقدم أية خدمة ومساعدة لأى حد يطلبها منه
وخصوصاً أنت ... أنا شايف إنه بيعزكم خالص
الأب: أصل العمدة (وأثناء ذلك يدخل العمدة فجأة مقاطعاً)
العمدة: أنا بصراحة خايف نتأخر على الإجتماع فقلت بلا شاى بلا بتاع مش
لازم الأمور الجسدية تعطل الواحد عن الأمور الروحية
سامى: ليك حق يا حضرة العمدة يلا بينا استأذن يا أبو ياسر وإنشاء الله
......
(وأثناء ذلك يسمع
صوت عالى على الباب يطرق وبشدة ويذهب العمدة ليفتح ليجد ابنه سلامة وهو يصرخ)
سلامة: هو فين .. فين الحرامى أنا مش هاسيبه
العمدة: إيه يا أبنى أهدى وقولى إيه اللى حصل.
سلامة: اهدى إزاى أنا مش ههدى إلا لما ألاقيه.
سامى: إيه يا أخ سلامة .. مين اللى عايز تلاقيه ؟
سلامة: الحرامى ياسر ...
الأب: ياسر أبنى ؟؟!! ...
سلامة: أيوة ابنك.
الأب: أبنى مش حرامى .. بلاش الكلام ده يا سلامه.
سلامة: لأ ابنك سرقنى ... سرق تحويشة عمرى.
العمدة: أنت بتقول أيه يا سلامة
سلامة: بقول إن شقايا وتعبى اللى حوشته لطشه ياسر أفندى .. اللى عملى فيها
أهبل وعبيط
سامى: عيب يا أخ سلامة الكلام دا ... اهدى كده علشان نقدر نشوف فيه ايه
ونتصرف صح.
سلامة: الموضوع مش محتاج تصرف ... الحكاية واضحة ومش عويصة .. واحد حرامى
سرق مال مش بتاعه .. أنت مستنى أيه يا ابا لازم تقبض عليه !!
العمدة: يا ابني .. (بخبث) أنت متأكد إنه ياسر.
سلامة: يا ابا أنت هاتجننى أيوة ياسر .. وكل اصحابى كمان يشهدوا بكدة.
(وعلى كلام سلامة
تدخل ثناء وتنظر بإستغراب ودهشة)
ثناء: فيه ايه .. بابا فيه إيه ... أيه اللى حصل ؟؟!!
الأب: اطمنى يا ثناء واهدى يا بنتى .. مفيش حاجة.
ثناء: مافيش حاجة ... مافيش حاجة إزاى ... ناس واقفة على الباب من برة
وناس فى البيت لازم يكون فيه حاجة .
سامى: هدى نفسك يا أختى واطمنى دا موضوع بسيط.
ثناء: هو مين حضرتك وبتكلمنى بأى صفة ؟؟!! ...
الأب: دا الأخ سامى خادم الكنيسة يا ثناء.
ثناء: طيب وبعدين أنا عايزة أفهم فيه أية ؟؟
الأب: أصل سلامة ابن حضرة العمدة بيقول إن أخوكى .. (يصمت).
ثناء: (مقاطعة
)
هى كل الزيطة دى علشان ياسر أفندى .. خير عمل أيه المرة دى ؟؟.
العمدة: بصراحة يا دكتورة ثناء .. أخوكى زودها قوى .. وأنت عارفة إن أنا
لولا عامل حساب لأبوكى وليكى أنا كنت من زمان اتصرفت تصرف تانى.
سلامة: أخوكى هه يا دكتورة .. سرقنى أيوة سرقنى.
ثناء: أنت بتقول أيه .. مش ممكن لحد كده ... لا ... هو ممكن يكون عبيط
أو أهبل غبى حتى ... لكن مش حرامى ... فاهم أخويا أنا مش ممكن يكون حرامى.
(أثناء ذلك يدخل
ياسر وهو منهك و شكله مضروب أو متخانق وتجرى ثناء لياسر وتقوله)
ثناء: ياسر .. قولهم يا ياسر .. قولهم أنك مش ممكن
تكون سرقت الفلوس .. قولهم.
ياسر: فلوس فلوس أيه ؟؟
سلامة: أيوه استعبط واعمل نفسك أهبل مش عارف .. فلوسي شقي عمري يا حرامى
اللى انت سرقتها.
ياسر: انت .. أنت بتتكلم عن أيه أنا مسرقتش حاجة !!.
سلامة: كل اصحابى شاهدين إنك امبارح كنت عارف إن كان معايا 5 الاف جنيه
ودبرت وخططت وسرقتها...
ياسر: 5 الاف جنيه إيه ؟؟ .. أنا ماعرفش حاجة عنك ولا عن الفلوس دى ..
أنا ما اخدتش حاجة وكفاية افترا بقي.
العمدة: يا أبنى أنا شايف أننا نحل الموضوع من سكات ومافيش داعى للفضايح
ولا أيه يا أخ سامى ...
سامى: أيوة يا ياسر .. كل انسان معرض للخطأ ... ولو الموضوع أتحل بينا
يبقى أحسن .. وكل شىء ممكن نصلحة .. وأكيد حضرة العمدة وسلامة ها يسامحوك بس لازم
ترجع الفلوس لو كنت خدتها.
ياسر: حتى أنت يا أخ سامى بتقولى أرجع الفلوس ... أنا ما اخدتش حاجة.
الأب: يا جماعة أنتم أكيد غلطانين أبنى مش ممكن يعمل كده.
ثناء: أيوة أنتم غلطانين ياسر مش ممكن يسرق وكفاية !! .. كفاية فضايح
و شوشرة علينا بقى.
سلامة: لا يا جناب الدكتورة .. أنا متأكد أن أخوكى سرق الفلوس وأكيد خباها
ويمكن هنا فى البيت.
الأب: أنت بتقول أيه يا سلامة يا أبنى ... كفايه .. الكلام ده عيب انه
يخرج منك !!
العمدة: لا اللي بيقوله سلامه صحيح يا محروس .. المية تكدب الغطاس .. وإذا كان ابنك برئ هيبان .. إحنا لازم نفتش
أوضته .. ومش إحنا بس لكن تعال معانا يا أخ سامى.
(ويدخل
العمدة وسامى وسلامة وثناء ويظل ياسر مع ابوه )
ياسر: أنا معملتش حاجة معملتش حاجة صدقنى يا ابا ... صدقوني يا جماعة ده
ظلم .. والحقيقه هتبان دلوقتي .. دول مفتريين وعايزين يطلعوني حرامي !!
(يدخل
الأخ سامى)
سامى: للأسف يا أخ محروص الفلوس لقيوها فى أوضة ياسر... (متجها لياسر الذي تصعقه المفاجأة) .. ياريتك يا ياسر
كنت اعترفت بغلطتك ولمينا الموضوع (ويخرج سامى)
ياسر: (يصرخ) لا لا .. مش أنا ..
مش أنا صدقوني فيه حاجه غلط (يجرى ياسر)
(يدخل
العمدة)
العمدة: ليه يا ياسر عملت كده ؟؟!! ... ليه توطى راس أبوك وأختك .. ليه تمد
أيدك على فلوس مش بتاعتك.
ياسر: لا مش أنا .. مش أنا.
سلامة: الفلوس لقيناها تحت مخدة سريرك ... قول كمان انك ما تعرفش لفة
الفلوس دي !!
ياسر: أنا معرفش الفلوس دى أيه اللى جابها فى اوضتى وتحت مخدة سريرى...
أنا مسرقتش حاجة.
(ويجرى
لناحية ثناء التى تظهر على المسرح فى حالة من الخجل والكسوف)
ياسر: لا يا ثناء مش أنا .. مش أنا يا ثناء أنا مش ممكن أعمل كده.
ثناء: أمال الفلوس دى إيه اللى جبها فى أوضتك .. يا أخى حرام عليك جبت
راسنا فى التراب ... أهبل وسكيتنا .. مهزأ وعبيط ورضينا .. لكن كمان حرامى !!...
ياسر: أنا مش حرامى يا ثناء .. أنا مسرقتش .. أنا مسرقتش يا أختى.
ثناء: أخرس ماتقولش كلمة أختى ... أنا مرضاش يبقالىَّ أخ حرامى زيك.
ياسر: لا يا ثناء لا يا ابا أنا مسرقتش .. أنا مش ممكن اسرق ...
العمدة: أنت لسه هاتتكلم والجريمة لبساك .. كفاية لحد كده أنا صبرت عليك
كتير لكن لحد كده كفاية ... معلهش يا عم محروس ...
الأب: قصدك أيه يا عمدة ؟؟ ...
العمدة: قصدى تنسى إنك خلفت واحد اسمه ياسر .. وإذا كنت عايز تقعد معانا
أنت والدكتورة لازم تنساه .. و ياسر ده مايقعدش فى وسطينا فى البلد ولا دقيقة
واحدة تانى .. وكفاية إنى هاطلع كريم معاكم ومش هابلغ البوليس.
الأب: طيب يا حضرة العمدة ...
العمدة: (يقاطعه) دا أمر وإلا ...
الأب: انتم عايزينى اطرد أبنى بنفسى .. مش ممكن .. مش ممكن .. مستحيل
اني أعمل كده .. انت كده كأنك بتقطع حته مني حرام عليك.
الأبن: صدقنى يا ابا .. صدق ابنك اللى أنت عارفه .. أنا معملتش كده ...
ومش ممكن أعمل كده ... صدقينى يا ثناء ... صدقى أخوكى (تعطى ثناء ظهرها له)
العمدة: يالا من بلدنا .. وأياك تعتب هنا تانى بعد كده.
الأبن: (وسط
صرخاته ودموعه) صدقنى يا ابا .. صدقينى يا ثناء ..أنا معملتش حاجة ... (ثناء لا تبالى) ( يتجه له سلامة
للتحجيز عليه واخراجه ويمد ياسر يده ليمسك أباه دون جدوي)
الأب: ياسر .. ياسر يا أبنى ...
سلامة والعمدة : يللا بره .. بره يا
حرامي.
الأبن: ابا ..يابا صدقنى يا ابا أنا مظلوم .. مظلوم (ويجرى ويقول) أنا ماشى بس أكيد
هأرجع يا ابا ... هأرجع يا ثناء يا اختى .. هارجع يا سلامة .. هارجع يا عمدة هارجع
(ينتهى المشهد)
(المشهد
الرابع)
(فى منزل الغربة
يظهر فى المشهد شخص يظهر لأول مرة هو ماهر ويدخل المسرح وهو يحمل فطار)
ماهر: يا ياسر اصحى بقى ماتتأخر على مشوارك
...
(ويظهر على
المسرح ياسر فى زى مختلف ويبدو عليه علامات الإرهاق والاستيقاظ من النوم)
ياسر: ياااة .. الواحد صاحى تعبان قوى.
ماهر: يا أبنى هو أنت كنت عايز تصحى .. دا أنا بقالى ساعة بصحى فيك ..
أنت عارف الساعة كام دلوقت ؟؟!!
ياسر: ما أنت عارف يا ماهر الواحد مابيصدق يجى يوم الحد علشان ينامله
شوية .. وبعدين الساعة يا أخى تلقاها ماجاتش عشرة
ماهر: (هو
داخل وخارج بيجيب الأكل) الساعة 12 يا باشا مش عشرة وبعدين حتى لو كان
النهاردة أجازتك أنت ناسى أن عندك ميعاد مهم الساعة 1.
ياسر: ميعاد .. ميعاد أيه ؟
ماهر: الميعاد اللى قالك عليه المعلم عزت
ياسر: ياااه .. صحيح يا ماهر .. دا قالى لازم أروح الساعة 1 اسلم بضاعة
ضرورى واستلم الفلوس ... كويس إنك فكرتنى ...
ماهر: طيب فوق كده .. وكل لقمه علشان تلحق تروح.
ياسر: كمان فطار .. يااه دا
كتير علىَّ دا يا ماهر.
ماهر: ماتقولش كده يا ياسر دا إحنا أخوات.
ياسر: بصراحة مش عارف يا ماهر أنا من غيرك كنت عملت أيه .. من يوم ما أتعرفت عليك بالصدفة وأنا بسأل على
عنوان عم حبيب جبتنى لغاية هِنا .. وساعدتنى اشتغل عند المعلم عزت مش بس كده ..
لكن رضيت كمان أنى اشاركك فى سكنك .. وعمرك ما حسستنى بإنى لوحدى أو إنى غريب.
ماهر: ياه يا ياسر أنت كل شوية هتقعد تقولى كده .. يا أخي الناس لبعضيها
.. أنسى بقى الحكاية دى.
ساير: أنسى أجمل ثلاث سنين فى حياتى .. أنسى أعز أخ وصديق لىَّ مش ممكن
يا ماهر أنت بتقول أيه !!.
ماهر: طيب ماتزعلش يا سيدى .. أنا قصدى ماتعملش تكليف ويالا كل بقى.
ياسر: حاضر يا سيدى .. كمان مجهزلى الأكل بإيدك.
ماهر: يا عم اعتبرنى زى والدك
ياسر: والدى ياة ... يا ترى عامل أية ... دا أنا اشتقت عليه قوى.
ماهر: طيب ليه يا ياسر ما تروحش تطمن عليه.
ياسر: ما انا قولتلك يا ماهر اني مقدرش أرجع البلد دلوقت.
ماهر: ليه بس يا ياسر .. مادمت مشتاق عليه قوى كده ونفسك تشوفه !! ...
ياسر: أنت عارف يا ماهر أنى مش ممكن أرجع البلد إلا لما أبقى الشخص اللى
كل البلد تشاور عليه .. وزى ما فى يوم من الأيام ناس البلد كلها وقفت ضدى وطردتنى
لازم لما أرجع أرجع وأنا رافع راسى .. لازم أرجع حاجة تانى خالص علشان أقدر أعرف
البلد مين هو ياسر.
ماهر: طيب ما أنت دلوقت يا ياسر بقيت ما شاء الله شغال وبتكسب كويس
ومعاك فلوس.
ياسر: دا مش كفاية .. لازم يكون يكون معايا فلوس كتير .. كتير قوي ..
علشان اعرف البلد أنا مين ... لازم يكون معايا فلوس العملية اللى هاعملها لابويا.
ماهر: بس معنى كلامك إن العملية هاتطول .. طيب ووالدك اللى أنت مشغول
عليه هاتسيبه كده.
ياسر: بينى وبينك يا ياسر أنا مشغول قوى عليه وحاسس بإن فيه حاجة مش
مطمنانى وعارف لو عم حبيب بينزل البلد كنت خليته يروح ويطمنى على ابويا ويطمنه
علىَّ ويسلم لي عليه ..ويقوله ياسر هيرجع يعملك العملية.
ماهر: طيب وأيه رايك لو لقيت حد يروح مكانك والنهاردة كمان مش بكره ؟.
ياسر: مش ممكن ... قصدك مين ؟ قصدك ...
ماهر: (مقاطعاً) أنا يا ياسر.
ياسر: أنت .. معقوله ...
ماهر: معقوله ليه يا ياسر .. هترجع تانى تعمل فرق بيني وبينك... وبعدين
إنت عندك شغل لكن أنا النهاردة مريَّح ومعنديش حاجة .. ده حتي الواحد يشملله شوية
هوا نضيف في الريف.
ياسر: صحيح يا ماهر هتروح .. وهطمنى على أبويا.
ماهر: صحيح يا ياسر اطمن .. وإنشاء الله هاشوفه واطمنك عليه.
ياسر: ياه يا ماهر يا أحسن ماهر في الدنيا .. أنا عمري ما هنسالك الجميل
ده ... أنا مش عارف أقولك أيه ...
ماهر: ماتقولش حاجة .. بس يلا علشان ما تتأخرش.
(يدخل
ياسر ليلبس هدومة ثم يخرج)
ياسر: طيب وأنت هتعرف السكة ؟؟
ماهر: يا عم اللى يسأل مايتوهش .. وإنشاء الله هاقابل أبوك واطمنك عليه.
ياسر: خلاص .. سلام يا ماهر هنتقابل مع بعض بالليل.
ماهر: سلام يا ياسر .. مع السلامة.
(ثم تمر فترة
زمنيه أثنائها يجلس ماهر ويقرأ فى الجرائد ثم يطرق الباب ليدخل عم حبيب)
حبيب: مساء الخير يا ماهر ...
ماهر: مساء الخير يا عم حبيب ... إتفضل
حبيب: إزيك يا ماهر وإزى ياسر .. عاملين أيه يا أبنى ؟.
ماهر: إحنا كويسين خالص ...
حبيب: أيه ياسر مش هنا .. ولا أيه ؟
ماهر: ياسر لسة نازل أصل عنده شغل.
حبيب: ياه حتى يوم الأجازة فيه شغل؟
ماهر: أصل المعلم عزت بيثق في ياسر وحضرتك عارف ان شغل تجارة الدهب
والمصوغات مفهوش أجازات زي أي شغله تانية .. واللى يشتغل أكتر بيكسب أكتر.
حبيب: ربنا يكون فى عونكم يا أبنى ويساعدكم.
ماهر: لما أقوم أعملك شاي.
حبيب: لا لا ماتتعبش نفسك .. أنا
هاقوم أمشى ...
ماهر: دا كلام .. تمشى إزاى .. مش ممكن...
حبيب: أنا مش غريب .. وبعدين أبقى أجى مرة تانى.
ماهر: مايصحش يا عم حبيب ...
حبيب: شكراً يا أبنى إلا ياسر هايتأخر فى شغله اصل أنا كنت عايز أشوفه
لأنى بقالى مدة طويلة ماشفتوش.
ماهر: هو على العموم مش هيتأخر وأول ما اشوفه ها أقوله يعدى عليك.
حبيب: لا حتى أبقى أجيله أنا بنفسى ... أستأذن أنا ... عن إذنك يا أبنى.
ماهر: أتفضل ... مع السلامة يا عم حبيب (يوصله للباب ثم ينظر فى الساعة ثم يقول ) ياة أنا أتأخرت
خالص ... لما أروح بسرعة علشان الحق أرجع.
(ويخرج ماهر ويظل
المسرح هادئاً تهدى فيه الأنوار لحظات يسمع فيها صوت موسيقى إلى أن يظهر ياسر على
المسرح وهو متعب ويدخل وهو يحمل شنطة ويبدو عليه علامات الخوف والقلق والإضطراب )
ياسر: مش ممكن أنا مكنتش افكر أبداً أن المعلم عزت بيتاجر فى الدهب اللي
متهرب .. ولولا إنى وقفت من بعيد أشوف أيه الدوشة اللى كانت عند المحل كان ممكن
... يـ ... يقبضوا علىَّ وتيجى رجلىَّ فى التحقيق .. بس أكيد هيسألوا مين بيشتغل
معاك اسمائهم أيه وساكنين فين ... واكيد هايوصلولى أنا وماهر ... أكيد المعلم عزت
هيقولهم على الـ 250000 اللى استلمتها تمن البضاعة اللى رحت علشان اسلمها أنا مش
عارف أعمل ايه ... أعمل أيه ( ويأخذ المسرح ذهاباً وأياباً) أنا تعبان مش قادر أفكر ...
أنا على الأقل لازم أستنى ماهر ... بس أنا محتاج أرتاح وأفكر كويس هتصرف إزاى (ويهدأ نور المسرح) أنا فعلاً لازم
أرتاح ... أحاول حتى أمدد على الكنبة شوية ...
(يبدأ
النور يزداد خفتاً ويقل)
(ويبدأ ياسر فى النوم وتظهر الخلفية البيضاء
ويسمع فى الحلم صوت)
الأب: ياسر ... يا أبنى يا ياسر ... يا ترى أنت فين يا أبنى أنت وحشتنى
خالص ...
ياسر: أنا هنا يا ابا ... أنت مش شايفنى
الأب: هنا فين يا أبنى أنا بقالى زمان ماشفتكش
ياسر: معلش يا ابا أنا عارف إنك زعلان منى لكن أنا مشيت طول الفترة دى
بعدت علشان أرجع وأرفع راسك علشان أعرف البلد مين ياسر اللى طردوه
الأب: نفسى أشوفك يا ياسر.
ياسر: خلاص يا ابا هانت وديتها سنة ولا أثنين وأرجع وأعملك العملية
وتبقى زى الفل ...
الأب: ياه يا أبنى أنا خايف ترجع تلاقينى موت
ياسر: ماتقولش كده يا ابا ... أنت هاتعيش وهتبقى كويس أنت لازم تعيش
أيوة لازم تعيش علشانى علشان ياسر ابنك اللى مالوش فى الدنيا غيرك ...
الأب: ياسر ... ياسر ...
(يظهر
من خلف الستارة البيضاء سقوط يد الأب مع ندائه على أبنه.)
ياسر: (يصرخ) أبا ابا متسبنيش يا
ابا .. يا ابا (وتعلى
صرخاته ليستيقظ عليها ياسر من النوم وهو
يقول) ابا ... ابا ... ياه أما دا كان حتة حلم (ويفاجأ بطرقات حبيب على الباب ) مين ... مين برة ؟
حبيب: أنا عمك حبيب يا ياسر افتح ...
ياسر: حاضر يا عم حبيب أنا هافتح اهه (يذهب ليفتح الباب)
حبيب: خير يا ياسر يا أبنى فيه حاجة ولا إيه ؟ ...
ياسر: حاجة إيه ؟
حبيب: أصلى سمعتك بتصرخ بصوت عالى فجيت بسرعة اشوف إيه الحكاية !!
ياسر: أبداً يا عم حبيب مافيش حاجة ..
دا أنا حتى كنت نايم.
حبيب: يا أبنى طمنى عليك هو أنت ليك حد هنا غيرى أنا ... هو أنت ناسى
إنك ابن أخويا وحبيبى الأخ محروس ... قولى يا أبنى كنت بتصرخ ليه اعتبرنى زى أبوك
...
ياسر: علشان أبويا ...
حبيب: مش فاهم يعنى أيه ؟...
ياسر: أصل لما رجعت من الشغل نمت وحلمت بأبويا وحسيت إنه بينادى علىَّ ونفسه يشوفنى كأنه كان حقيقى قدام عينى واقف وبيقول
ارجع يا ياسر أنت وحشتني ... كان باين عليه زعلان منى .. قلت له يا ابا ماتزعلش
منى كان لازم أبعد علشان البلد تعرف مين هو ياسر لكن خلاص ديتها سنة ولا اثنين
وأرجع أعملك العملية وتخف وتبقى كويس ...وقالى يمكن ترجع تلاقينى موت لقيت دموعه
نزلت على عينيه .. ونادى علىَّ وقال ياسر يا أبنى ياسر جريت أمسك أيده لكن للأسف مقدرتش ...
قعدت أصرخ وأقول يا ابا يا ابا ..
حبيب: صحيح يا أبنى أكيد أبوك مشتاق عليك جداً... أنت لازم ترجع.. أيوه
لازم.
ياسر: أرجع إزاى بس أنا لسه ماكونتش كل الفلوس .. أنا لسه فى دماغى حاجات كتيرة نفسى أعملها
علشان لما أرجع البلد أبقى أعرفهم كويس مين هو ياسر.
حبيب: بس أنا خايف أن الأيام يا أبنى تجرى بيك وآمالك تسرق وقتك منك ..
ويوم ما ترجع يبقى رجوعك مالوش لازمة.
ياسر: أنا مش عارف أنت عايزنى أرجع لمين .. لأهل البلد والعمدة وإبنه
والناس اللى ظلمونى وطردونى واستهتروا بىَّ .. ولا أرجع لأختى اللى عمرها ما
قالتلى كلمة حلوة كانت بتهزئنى وبتستعر منى ...
قولى بقى أرجع لمين ؟ ... أرجع لناس بتحتقرنى وتكرهنى ؟.
حبيب: لا يا ياسر أنا عايزك ترجع لربنا ... إلهك أبوك السماوى اللى
علطول بيحبك حتى وأنت بعيد عنه .. اللى
علطول بيحبك وأنت عمرك مافكرت فيه .. اللى
دايماً بيحبك حتى وأنت بتكرهه ...
ياسر: بكرهه أنا أنا ... عمرى ماكرهته ... أنا عمرى ماكرهت حد ! ...
حبيب: اللى ما بيحبش يبقى بيكره .. وطول ما أنت مش بتحبه تبقى بتكرهه
...
ياسر: لا ... أحساس الكره أحساس صعب .. شيء مهين أنك تحس إنك مكروه
ومحتقر ومش محبوب.
حبيب: اللى خلاك أنت بتقول كده علشان واحد ولا أثنين من أهل البلد
عاملوك وحش وكرهوك لكن الرب يسوع مكتوب عنه "محتقر ومخذول من الناس رجل أوجاع ومختبر الخزى
وكمستر عنه وهو هنا محتقر فلم نعتد
به" .. أبوك السماوى وهو على الصليب كان محتقر من الكل ... كل الناس هربت
وسابته حتى تلاميذه قال الكتاب عنه "حينئذ
تركه التلاميذ كلهم وهربوا" وعارف كل دا ليه يا ياسر (ياسر يقف فى صمت وتأمل) كل دا علشانى
وعلشانك ..
ياسر: علشانى أنا؟؟!! ... لا محدش عمل أى حاجة علشانى .. محدش عمره حبنى
علشان يضحى علشانى .. محدش عمره حس بىَّ علشان يعمل حاجة علشانى .. لأ ...
حبيب: لكن أبوك السماوى عمل يا ياسر اللى كل الناس ماتقدرش تعمله حمل
عنك خطاياك وراح بيها للصليب .. وهناك اتعلق بين
السماء والأرض علشان يصالح كل واحد خاصمته الخطية مع السماء وكل واحد خاصمته الناس
وظلمه العالم وبقى وحيد متروك .. علشان يصالحه مع السماء ويقوله أن الآب السماوى
قلبه مفتوح لكل واحد .. ومليان بحب يشفى ويعالج ويداوى كل جرح حفرته الخطية وعملته
الناس بحقدهم وكرههم ... عارف يا ياسر أنت ممكن
تكون خسرت كل حب الناس .. لكن ممكن تكسب أعظم محبة فى العالم الكتاب قال عنها ليس
لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحباؤة..
ياسر: يعنى معقولة فى حد بيحبنى للدرجة اللى بها مات علشانى ... ياه ...
معقولة فيه حب زى كده !!... معقولة ربنا نفسه يسمع صوتى أنا .. ويصالحنى أنا ..
ويتكلم معايا أنا ..
مش ممكن ... أنا ... صحيح أنا لازم أرجع وأشوف أبويا .. وأصلى لربنا ...أنا هأرجع
لأبويا ولربنا يا عم حبيب أنا هأرجع ...
(وأثناء
ذلك يدخل ماهر ويبدو عليه علامات الحزن والأسى)
ياسر: ماهر كويس إنك أنت جيت يا ماهر
قابلت أبويا مش كده طمنته وسلمتلى عليه مش كده يا ماهر أكيد فرح قوى لما عرف
أخبارى ... على العموم ياله بينا أنا هأموت لو
ماشفتوش ... ياله .. مالك ساكت ليه ؟
ماهر: استنى بس يا ياسر...
ياسر: استنى أيه يا ماهر نفسى أشوف أبويا...
ماهر: أبوك ... ياسر ...
ياسر: يووه يا ماهر أبويا ماله ...
ماهر: أبوك تعيش أنت ...
ياسر: لأ .... (يصرخ ) لأ ... أبويا مش ممكن يموت (يحتضنه حبيب)
(ينتهى المشهد)
(المشهد
الخامس)
(يسمع
هذا الحوار من خلف الستار بين ماهر وياسر)
ماهر: يعنى أنت عايز أيه يا ياسر.
ياسر: عايزك تقف جنبى اليومين الى جايين دول .. اللى فيهم هيعرف الكل
مين هو ياسر.
ماهر: أنا معاك يا ياسر .. مش ممكن اسيبك.
ياسر: مهما كانت النتائج .. مهما طلبت منك.
ماهر: مهما كانت النتائج أنا مش هاسيبك .. وهاعمل اللى أنت عايزه ...
ياسر: ودي برضه كانت نظرتى فيك ... طيب شوف أول شيء هاتعمله.
(يسمع
صوت موسيقى مثيرة ثم يفتح الستار ويظهر على المسرح سلامة)
سلامة: آه يا ابا .. يا خراب بيتك يا ابا .. معقوله عمدة البلد وكبيرها
يجراله اللى جرى آه يا ابا يا خسارتك فى السجن يا ابا.
(أثناء
ذلك يدخل الأخ سامى خادم الكنيسة )
سامى: مالك يا أخ سلامة بتعمل كده ليه ؟؟!!
سلامة: كل اللى بيحصل دا وتقولى بعمل كده ليه .. دا كأن فيه حد داعى علينا
وبينبش ورانا أنا وأبويا.
سامى: أيه الكلام اللى أنت بتقوله دا يا أخ سلامة.
سلامة: يعنى أنت مش شايف فى أسبوع واحد أبويا عمدة البلد يتقبض عليه ويدخل
السجن .. وأنا سلامة اللى عمرى ماخسرت قرش فى حياتى أخسر كل محصول القطن السنة دى
كل دا ومش عايزنى أزعل.
سامى: أنت أخ مؤمن ولازم تثق إن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون
الله الذين هم مدعوون حسب قصده.
سلامة: خير .. خير أيه يا أخى إنت كمان .. وأيه الخير فى إن أبويا يدعوا
عليه إنه بيتاجر في المخدرات .. وأنا وبعديها علطول يتحرقلي كل محصول القطن بتاع
السنة دى.
سامى: يا أخ سلامة أكيد ربنا سمح بكدة بقصد .. ولأمور ممكن تكونوا مش
شايفينها دلوقتي.
سلامة: شايفين أيه كفاياك بقى كلام يا أخى وعيش فى الدنيا اللى كل الناس
عايشين فيها.
سامى: قصدك أيه يا أخ سلامة
سلامة: ماتقولش يا أخ سلامة أنا أسمى سلامة ... فاهم سلامة بس وعمر ما كان
اسمى غير كده ...
سامى: إنت بتقول أيه يا .. سلامة...
سلامة: بقول إن التمثيلية خلصت ودور الوعظ والإرشاد اللى إنت عايش فيه دا
مش هايستمر كتير.
سامى: أيه الكلام الغريب اللى بتقوله دا يا سلامة دور إيه هو إحنا فى
تمثيلية .. إنت أكيد تعبان من اللي حصل ومش حاسس باللى بتقوله.. والأفضل تروح
ترتاح ونبقى نتكلم وقت تانى.
سلامة: لا وقت تانى ولا تالت والأحسن إنك تنسى .. تنسى حتى إنك عرفتنى زى
ما أنا نسيتك ونسيت الكلام اللى إحنا بنضيع بيه وقت ونغنى بيه على بعض...
سامى: مش ممكن .. مش ممكن الكلام اللى بتقوله دا يا سلامة .. أنت أكيد مش
فى وعيك .. فيه أخ مؤمن يقول كده.
سلامة: مؤمن أنا مش مؤمن أنا عمرى ما كنت مؤمن ولا
بروح الإجتماعات ولا الكنيسة .. أنا عمرى ما صليت ولا حتى فتحت الإنجيل
.. دا أنا حتى معرفش الناس بتصلى بتقول أيه .. دا أنا (حيالله) يدوب حافظ كلمتين باقولهم عشان تعدي الليلة .. وخلاص ماعدش ليهم لزمة.
سامى: معقولة معقولة الكلام دا ... أنت سلامة ... ابن حضرة العمدة الراجل
التقى اللى طول حياته بيحب الرب والخدمة ... مش ممكن مش ممكن معقولة كل الوقت دا
كان تمثيل.
سلامة: أيوة تمثيل ... دورين كانوا ماشيين كويسين خالص فاهمين بعض
ومتجاوبين مع بعض ودارسين كل خطوة وكل موقف لكن للأسف فيه حاجة ماكنتش فى الحسبان
طلعت لنا من تحت طقاطيق الأرض لخبطت كل الترتيب.
سامى: أنت عايز تفهمنى أن حضرة العمدة كمان هو التانى كان بيمثل علىَّ
وعلى الناس ...
سلامة: اللى تفهمه بقى افهمه .. ماعدش ليه لازمة الكلام اكتر من كده ..
خلاص كل حاجة راحت واللي كان كان.
سامى: لكن أنا عايز أقولك حاجة يا سيد سلامة .. إنك ممكن تكون ضحكت علىَّ
أنت وأبوك وممكن تكونوا مثلتم وبإقتدار أدواركم حتى إن كل الناس صقفتلكم وهى مقتنعة بإنكم عملتوا أدواركم بإقتدار .. ومن
كتر ماكنتم مقنعين صدقوا أنكم كده لكن لازم تفهم كويس شيء ممكن يكون تاه عن ذهنك
جه الوقت اللى فيه تعرف إن الله لا يشمخ عليه فإن الذى يزرعه الإنسان أياه يحصد
أيضاً ... يعنى الله ما يضحكش عليه يا سلامة
فاهم .... الله ماكنش واحد من ضمن الجمهور المتفرجين اللى سقفولك لكن.. كان هو
المخرج اللى فاهم إن بعدما ينتهى دورك على
المسرح هتخلع لبس الشخصية اللى أنت عملتها وتلبس
لبس سلامة الحقيقى وشخصيته اللى هو عارفها كويس .. يا
سلامة لازم تعرف إن الستارة قريب تنزل على آخر مشهد فى الرواية .. يا ترى يا سلامة
هتقدر تحتفظ بدورك للنهاية إنت ضامن إن النتيجة هاتكون فى صالحك .. أوعى تفكر إنك
كسبت الجمهور لما سمعت تسقيفهم .. لكن يا خسارة لو عشت فى الدور حتى بعد المسرحية
ما أنتهت يا خسارة لو فضلت سقفة الناس سادة
ودانك وتقولك أنت البطل أيوة أنت الشخصية دى .. لكن يا ترى هيفضل صوت تسقيفهم فى
ودانك لحد إمتى ؟.. يللا يا سلامة فوق كفاية
اللى فات من عمرك سنين .. فوق قبل ما ضيع حياتك .. فوق لئلا الستارة تنزل قبل ما تتوب وترجع لإلهك
.. فوق قبل ما تتقفل عليك ستارة الحياة وتطفى
أنوار مسرح حياتك وسعتها هتعيش فى ظلام مرير
أبدية مرة وهلاك أبدى .. فوق يا سلامة كفاية اللى فات.
سلامة: إنت بتقولى كده ليه أنت عايز منى أيه يا أخى ... كفاية بقى سيبنى
فى حالى.
سامى: لازم تتوب يا سلامة كفاية تخاطر بحياتك أكتر من كده ... إنت فكرك
إنك شاطر لكن يمكن ربنا عمل معاك كل ده علشان
ترجع .. كفاياك
تعيش فى دور مش بتاعك.
سلامة: دور مش بتاعى ؟؟!!...
سامى: أيوة مش دورك .. إنك تمثل فى مسرحية فاشلة خسرانه ضعيفة ونهايتها
الفشل المؤكد .. لكن فيه دور رائع فى حياة مجيدة .. مش مسرحية لكن حقيقة .. دور
هتكون فيه ابن عظيم لسيد وأب كريم .. مكانة عمرك ما كنت تحلم بيها الدور دا مرسوم
ليك ... ياله يا سلامة ياله خد مكانك قبل ما الفرصة تضيع ياله المخرج العظيم الرب
يسوع بيدعوك وهو شايف إنك تنفع .. إنت أنسب واحد للمهمة دى .. هو شايف كده ياله
بسرعة لحسن الفرصة تضيع منك.
سلامة: إنت بتقول أيه معقولة الكلام دا ؟؟!!
سامى: أيوة يا سلامة أعظم دور فى أعظم مشهد شافته البشرية .. دور الأبن
اللى تعب فى دور مش بتاعه وهوه برة بيت أبوه .. وبعدين فكر وعرف إن قيمته فى انه يكون جوه
بيته مع أبوه مش هيتردد أبداً ياخد الدور ده مش كده يا سلامة ؟
سلامة: أيوة صحيح أيوة مش ممكن يكون فيه أعظم من كده ...
سامى: ياله يا سلامة الآب السماوى مستنى يالة تعالاله خد مكانك الصح وأقف
وثق إن جمهور السما راح يسقف أعظم سقفة سمعتها فى حياتك هسيقفلك انت يا سلامة (صوت تصفيق).
سلامة: لىَّ أنا ... السما هاتسقف لىَّ أنا .. أنا اللى عشت فى الشر
والخطية أنا اللى فكرت أني أضحك على ربنا والناس والخدام أنا اللي ... (يقاطعه سامى ويضع يده على فمه)
سامى: كفاية يا سلامة .. مفش وقت المشهد هيبدأ يالة غير مكانك الآب مستنى
والجمهور كله منتظر اللحظة دى ...
سلامة: (يصرخ) يا ابا يا ابا
سامحنى يا ابويا السماوى سامحنى (ترنيمة : )
(تهدأ الأنوارعلى
المسرح حتى يخرج سلامة ومعه سامى ويظل المسرح هادى للحظات ويسمع أثنائها هذا
الحديث من خارج المسرح )
ياسر: أيه الأخبار عندك ؟؟ ...
ماهر: كل حاجة تمام وعال العال وكل طلباتك إتنفذت
تمام ... العمدة إتقبض عليه بعد ما رجالتنا دسوا له المخدرات.
ياسر: دلوقت أيه أخبار الدكتورة ؟؟ ...
ماهر: النهاردة بيحققوا معاها فى المستشفى.
ياسر: كويس خالص ...
ماهر: أنا مش قلتلك اطمن .. كل حاجة هتبقى زى ما أنت عايز.
ياسر: عملت أيه مع سلامة ؟ ...
ماهر: سلامة الدور عليه خلاص ...
ياسر: على فكرة أنا النهاردة هأنزل البلد ...
ماهر: مش تستنى أحسن ؟
ياسر: لا مش هاقدر استنى اكتر من كده.
ماهر: اللى تشوفه ...
(ويبقي المسرح لحظات حتى يضاء المسرح وتظهر على المسرح
ثناء وهى متضايقة ويبدو عليها علامات التعجب والضجر والضيق وتقول)
ثناء: معقولة بقى أنا أنا الدكتورة ثناء أتحول للتحقيق وأتوقف عن
العمل مش ممكن مش ممكن ودا كله ليه ليه أنا مش ذنبى أن الممرضة حطت للمريض محلول
ملح بدل ما تحط جلوكوز وأنا يعنى كنت هأعمل أيه أنا ماليش دعوى ... صحيح إن الراجل
كانت حالته خطيرة وتستدعى الإهتمام وكان لازم أتابعه طول الليل لكن أنا نمت لأنى
كنت تعبانه وأعتمدت على الممرضة هتركبله الجلوكوز عادى وماكنتش فاكرة إنه هايحصل
كل دا ... ماكنتش فاكرة إن الراجل ممكن يموت ... أنا مليش دعوى مليش دعوى ...(بصراخ)
(وأثناء ذلك يظهر
ياسر بملابس مختلفة وشكل مختلف يبدو عليه الثراء والغنى ويظهر من الجهه المقابلة
للمسرح يقول)
ياسر: بتصرخى ليه يا دكتورة ...
ثناء: إنت !!! ... إنت!!! ...
ياسر: إنت مش عارفانى ولا أيه ؟؟ ...
ثناء: ياسر أخويا ياسر حمدالله على السلامة ياسر ... ياه ... يا
أخويا... كويس إنك جيت.
(وتجرى
عليه وهو يدير وجهه ويتحرك للناحية الأخرى من المسرح )
ياسر: ماتقوليش كلمة أخويا ... أنت عمرك
ماحسستينى بالحب أو أحساس الأخوة كنت دايماً بتستهزأي بىَّ
ثناء: أنت لسه فاكر يا ياسر أنا أتغيرت يا ياسر ... ياسر أنا محتجالك
أنا بامر بظروف صعبة ... ياسر أنا أتحولت للتحقيق وأتوقفت عن العمل ... ياسر أنا
محتجالك يا أخويا ... محتجالك ...
ياسر: ياه ... ياااه الدكتورة بجلالة قدرها محتاجة لىَّ أنا .. دا أيه
دا أيه التواضع دا .. أيه المحبة دى !! ... وأنت كنت فين لما كنت بابكى وأصرخ
وأتوسل ليك تصدقى إن أنا ماسرقتش فلوس سلامة المفترى اللى كدبتى أخوكى وصدقتيه كنت
فين لما كل البلد وقفت ضدى وطردتنى أنا عمرى ما شفتك بتكلمينى غير من طراطيف
مناخيرك على العموم جه اليوم يا دكتورة اللى شفتك فيه بتبكى ومناخيرك فى الأرض جه
اليوم اللى راسك المرفوعة جت فى التراب يا صاحبة الشهادات يا دكتورة.
ثناء: ياسر بلاش تقسى علىَّ يا ياسر كفاية اللى أنا فيه .. وأنسى يا
أخويا أنسى اللى عملته وبلاش تسيب الكره ياخد مكان بينا أكتر من كده.
ياسر: أنسى !!... هه أنسى أيه ولا أيه ؟؟ ... أنسى كلامك لىَّ قدام كل
البلد فاكرة لما قولتيلى أخرس وماتقولش كلمة أختى تانى ... فاكرة لما قولتيلى أنا
مش ممكن يكون لىَّ أخ حرامى ... مش أنا يا هانم اللى حطيت الكره لكن أنت وأديكى
بتدوقى من نفس الكاس اللى شربتهولى والنهاردة أنا جاى علشان أقولك نفس الكلام أنا
مايشرفنيش تكون لىَّ أخت زيك .. أنا مش بس قدرت أخليكى تتحولى للتحقيق وتتوقفى عن
العمل لكن لازم تسيبى البيت والبلد ومش عايز أشوف وشك تانى يالة برة برة ... لو
شفت وشك هنا تانى هأقتلك فاهمة هأقتلك
ثناء: ياسر أنت بتقول أيه ؟ أنت أكيد مش طبيعى أنت أتجننت أكيد أتجننت
!!
ياسر: ياله برة (ويمسكها ليخرجها فى الخارج) كل حاجة هنا أصبحت ملكى وحتى
البلد دى كلها هتبقى ملكى ياله برة ... برة ...
(وتخرج
ثناء وهى فى ذهول وخوف وفزع )
ثناء: ياسر ... ياسر ...
(تطفئ
الأنوار ويخرج ياسر من على المسرح وتقفل الستار )
(انتهى المشهد)
(المشهد الأخير)
(يظهر على المسرح ماهر وهو يتكلم
مع سلامة )
ماهر: فاهم يا سلامة الكلام اللى قولتهولك ولا لأ .. خلى بالك أنا أحب
أن اللى يشتغل معايا يكون مصحصح وعينيك فى وسط راسه
فاهم؟
سلامة: حاضر يا بيه وأدى حضرتك شايف إن أنا واقف على إيدين العمال ليل مع
نهار علشان نخلص الفيلا بتاعت الباشا ...
ماهر: أيوة علشان أرضى عنك والباشا كمان يرضى عنك فاهم ...
سلامة: فاهم يا بيه أية خدمة تانى ؟
ماهر: لا خلاص إنت ...
(وأثناء
ذلك يدخل الأخ سامى)
سامى: مساء الخير
ماهر: أهلاً إزيك يا أستاذ سامى ...
سامى: بخير يا أخ ماهر وإزى حضرتك ؟...
ماهر: كويس ... فيه حاجة ولا أيه ؟ ...
سامى: لا أنا بصراحة كنت جاى علشان اشكر حضرتك إنك رضيت تشغل سلامة معاك
ومش بس كده التبرع الكبير اللى دفعته للكنيسة وكمان كلامك شراء حتة الأرض اللى جنب
الكنيسة .. كل دا خلانى أجى أشكرك بنفسى بالنيابة عن أهل البلد وبصراحة كل الحاجات
دى بتخلينى أبقى سعيد ... وهاكون سعيد
اكتربإنك تحضر معانا إجتماعات النهضة فى الكنيسة.
ماهر: نهضة .. هه .. صحيح .. طيب كويس
خالص يظهر إنك عامل نشاط كويس فى البلد أنا كمان سمعت عنك كده.
سامى: أنا اشكرك لكن دا مش نشاط .. لكن دا عملى ودورى انى أبحث عن النفوس
أدعيها علشان تتعرف على إلهها وترجع ليه.
ماهر: ياة كويس وأيه المطلوب دلوقتى منى ...
سامى: مفيش .. كل اللى اتمناه .. تحضر معايا حضرتك الإجتماع النهاردة.
ماهر: ماظنش لكن بكرة ممكن خلاص ؟ ...
سامى: هاعدى على حضرتك ونروح سوا ...
ماهر: خلاص ... مفيش مانع ...
سامى: طيب ممكن أصلى قبل ما أمشى ...
ماهر: تصلى ... تصلى ليه ؟ ...
سامى: لأن الكتاب بيقول " كل ما
عملتم بقول وبفعل فأعملوا الكل باسم الرب يسوع المسيح" .. وأنا أتعودت أنى
أصلى فى كل زيارة فى كل بيت لو ماعندكش مانع ؟
ماهر: (فى
ذهول) لا لا أتفضل.
(ماهر
هيكون قاعد ولما يبدأ يصلى يقف)
سامى: يا رب أشكرك لأجل محبتك العظيمة يا رب أشكرك لأجل رحمتك الواسعة يا
رب أشكرك لأجل معيتك الممتدة يا رب اشكرك لأجل
كل يوم مر من حياتنا بيشهد عن أمانتك ومحبتك شكراً ليك يا رب لأنه مكتوب
"الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا" يا رب أشكرك
لأجل الأخ ماهر أشكرك لأجل محبته وتضحياته لعملك وعطاياه يا رب باركه ولتكن أنت السيد والملك على
حياته فيقدم كل ماله لك فى اسم المسيح أمين.
(طول
الصلاة ماهر يتأمل فى كلامه وبعد كلمة أمين يكون فى حالة ذهول ... )
سامى: أنا متشكر علشان الوقت الطيب اللى قضناه دا .. وإنشاء الله هأجيلك
بكرة علشان نروح الإجتماع مع بعض ...
(ويخرج سامى وسط ذهول
ماهر ويبقى على المسرح صامت متأملاً فى صلاة سامى ثم يقول)
ماهر: ياه أنا عمرى ما شفت حد بيصلى عمرى ما سمعت كلام زى ده .. أنا ...
(وأثناء
ذلك يدخل ياسر على المسرح ويضطر ماهر للصمت )
ياسر: مالك يا ماهر فيه حاجة ولا أيه ... شكلك سرحان إنت أكيد بتفكر فى
حاجة.
ماهر: لا أبداً
ياسر: أمال مالك كده...
ماهر: أصل الأخ سامى كان عندى من شوية وكان بيشكرنى على اللى عملته إنت
عارف شوية العلاقات اللى بيها جريت رجل سامى معانا ...
ياسر: آه وبعدين ...
ماهر: لا أبداً كان كلامه وصلاته شيء غريب بالنسبة لىَّ أول مرة اسمعه.
ياسر: أوعى يكون قالك تعال الإجتماع ولا حاجة ... حكم أنا عارفه طول
عمره مايسيبش فرصة إلا ويتكلم على الإجتماعات
ماهر: لا لا ... ماقليش خالص ...
ياسر: طيب خالينا فى شغلنا بقى وإيه أخبار سلامة
ماهر: النهاردة هتتسرق منه أجور الصنايعية كلها وهتشوفه جايلي لحد هنا علشان يستنجد بيا.
ياسر: أنا مستنى اللحظة دى بقالى زمان إمتى إمتى بس أشوفه وهو راكع تحت
رجلىَّ يطلب الرحمة
ماهر: ماتستعجلش زمانه اكتشف أن الفلوس اتسرقت وجاى فى السكة
ياسر: إيه أخبار الفيلا ...
ماهر: فيلا إيه إنت ناسى يا ياسر إن الحكاية دى مجرد لعبة علشان يكون
لينا وجود فى البلد .. (يفكر) لكن هو أنت ناوى تقعد هنا فعلاً ؟
ياسر: وليه لأ أنت ناسى إنى دى بلدى وبلد أبويا. (وأثناء ذلك يدخل سلامة جرى)
سلامة: الحقنى ... الحقنى يا ماهر بيه .. الحقنى ...(أثناء ذلك يقف ياسر بظهره)
ماهر: أيه فى أيه مالك بتصرخ كده ليه ؟!!
سلامة: أنا اتسرقت يا بيه ..
ماهر: أتسرقت يعنى أيه ؟ ... وأيه اللى أتسرق منك ؟
سلامة: أجور الصنايعية اللى خدتها من حضرتك .. جيت أوزعها ملقتش ولا مليم.
ماهر: يعنى أيه الكلام ده ؟؟ ... أنا
مليش دعوى أنا أديتك بإيدى دى ألفين جنيه أجور الصنايعية الأسبوع دا ..تنكر كده ؟؟
سلامة: لأ طبعاً ماأنكرش لكن أنا خدتها وروحت ولما صحيت الصبح مالقيتهاش
!!
ماهر: لا بأقولك أيه الكلام دا مايخيلش
علىَّ أنا ...
سلامة: يعنى أيه يا ماهر بيه ؟
ماهر: يعنى الفلوس ترجع بالذوق أحسن .. وإلا ؟
سلامة: يا ماهر بيه كلامك دا معناه إنك بتتهمنى بالسرقة ! (يستدير ياسر ويقول لماهر)
ياسر: بلغ البوليس يا ماهر. (يخرج ماهر من المسرح) (يجرى سلامة إلى
ياسر ويقول له)
سلامة: أعمل معروف يا بيه .. أنا معملتش حاجة علشان تبلغ البوليس صدقنى...
ياسر: أصدقك.. وليه أنت ماصدقتنيش من سنين ؟!
سلامة: أنت ؟... أصدقك أنت ! ... أنت مين ؟ ...
ياسر: أنت نسيتنى يا سلامة ... نسيت زميلك القديم اللى فى يوم من الأيام
حبيته لدرجة إنك أفتريت عليه وشهدت عليه بالزور وقلت إنه سرق فلوسك ... الألفين
جنيه فاكرهم يا سلامة.
سلامة: مين .. ياسر !!!... (ويقترب منه)
ياسر: ياسر بيه يا سلامة فاهم ؟ .. بيه وأوعى تنسى الفرق اللى بينى
وبينك.
سلامة: لكن يا ياسر
ياسر: (ياسر
يبص له ويقول له) هه
سلامة: قصدى يا ياسر بيه إنى ماأخدتش الفلوس دى .. ماسرقتهاش أنا مش ممكن
أسرق مش ممكن !!
ياسر: فاكر يا سلامة أنا ياما صرخت واترجيتك
وقلت نفس الكلام ده .. ياما فضلت أقول بأعلى صوت علشان تسمعونى .. لكن للأسف الكره
والغل والحقد سد ودانك علشان ماتسمعش صوتى.
سلامة: لكن يا ياسر بيه أنا أتغيرت .. يمكن زمان أكون ظلمتك صحيح وأفتريت
عليك .. لكن دلوقتى بقيت حاجة تاني وقلبى اللى ماكنش بيحب
أتغير .. صدقني يا ياسر بيه !
ياسر: يآه .. أخيراً يا سلامة أفندى بقى عندك إحساس وبتفهم وتقدر يعنى
أيه ظلم .. بس بعد أيه بعدما ظلمتنى وضيعت منى أبويا.
سلامة: أنا ماعملتش كده .... مش أنا اللى موت أبوك .. أبوك خده اللي خالقه.
ياسر: لا إنت السبب أنت وأبوك أنتم اللى ضغطوا عليه .. خلتوه يشوف أبنه
الوحيد بيتطرد من بيته ومن بلده قدام عينيه وهو متهم بإنه سارق وحرامى وللأسف
ماكنش قادر يعمل حاجة .. ومات من الحسرة علي ابنه
المظلوم.
سلامة: صدقنى يا ياسر بيه .. أنا أتغيرت ومابقيتش
سلامة بتاع زمان سلامة اللى كان بيسرق ويفترى ويخدع لكن من ساعة الرب يسوع دخل
قلبى وأنا أشكر الله اني بقيت عايش فى سلام
وقلبى مليان محبة ...
ياسر: محبة .. إنت بتتكلم عن المحبة !! ... إنهى محبة ؟ ... محبتك للمكر
والسرقة والاستهزاء بالناس ولا محبتك للفلوس اللى عمتك عن كل حاجة وخليتك تظلم
واحد مالوش ذنب فى كل دا غير إنه بالصدفة شافك وسمعك ... محبتك ... اللى عرفت بيها
تضحك على أهل البلد وتخليهم يصدقوا إنى حرامى ... محبتك اللى شردتنى وقتلت أبويا
هى دى المحبة مش كده يا سلامة
سلامة: يا ياسر بيه سامحنى وصدق إنى أنا أتغيرت وبقيت سلامة جديد...
ياسر: هاها ... سلامة جديد ... طيب قبل
ما تبقى سلامة الجديد مش لازم تخلص من سلامة
القديم ؟
سلامة: إنت قصدك أيه ؟ ...
ياسر: قصدى إنه جه الوقت يا سلامة اللى فيه احاسبك
على كل اللى فات وزى ما كان كل رغبتك زمان إنك
تشوفنى بتعذب وبتهزأ زى ما كنت بتتلذذ بإحتقارى
وبالضحك علىَّ وضربى جه الوقت اللى فيه أردلك كل قلم ضربتهولى وكل مرة ضحكت فيها
علىَّ .. أنا بإيديا دول هادخلك السجن.
سلامة: أعمل معروف .. أنا معملتش كده ... مسرقتش. (يجرى سلامة ناحية ياسر)
ياسر: إخرس !! .. أيه رأيك أنا مش بس هأرضى
أدخلك السجن .. أنت السجن مش كفاية عليك .. أنا ... هاقتلك بإيدى.
سلامة: أنت هاتعمل أيه ؟
(ويخرج ياسر
المسدس ليقتل سلامة وفجأه يدخل الأخ سامى مسرعاً ... ويراه ياسر فيرتبك وينزل يده
بالمسدس)
سامى: إيه دا يا ياسر ؟!... أيه اللى عايز تعمله دا ؟؟!!...
سلامة: الأخ سامى .. أشكر الله
إنك جيت.
ياسر: وإنت مالك ! ... أنت مين وأيه اللى دخلك هنا ؟! ...
سامى: أيه أنت نسيتنى يا ياسر بيه ولا أيه ؟... نسيت الأخ سامى خادم
الكنيسة.
ياسر: وانت أيه اللى جابك إنشاء الله
؟
سامى: أنا جيت علشانك انت .... جيت
علشان الحقك قبل ما تغلط الغلطة دى ...
ياسر: أنت بتقول أيه ؟...
سامى: إتفضل أنت يا سلامة وسيبنا نكمل كلام ... ( يجري ناحيته ويمسك بتلابيبه)
ياسر: يتفضل فين ؟ .. دا حرامى
سرقنى وتقوله أتفضل !
سامى: معلهش سيبه دلوقت وبعدين مفيش داعى أتكلم وحد يسمع الكلام اللى هاقولهولك .. ودا لمصلحتك وأنت فاهم كويس ...
ياسر: قصدك أيه مش فاهم ؟ ...
سامى: قصدى أنى عرفت كل حاجة وجاى أتكلم معاك والأفضل تسيب سلامة يمشى
علشان نعرف ناخد راحتنا ... روح يا سلامة ...
سلامة: شكراً يا أ. سامى وعايزك تعرف كويس أن أنا مسرقتش حاجة ومش ممكن
اسرق مش ممكن ...
سامى: أنا فاهم يا سلامة ومصدقك إتفضل أنت ... (وينظر لياسر) أظن يا ياسر مفيش
داعى للي بيحصل ده و خلينا نتكلم بوضوح وخصوصاًً إنى عرفت كل حاجة أنت عملتها.
ياسر: حاجة ؟ ... أنت بتتكلم عن أيه ؟ ... أنا مش فاهم ! ...
سامى: باتكلم عن العمدة اللى دستله المخدرات والممرضة اللى رشتوها علشان
ماتحطش الجلوكوز وغيره ...
ياسر: أنت بتقول أيه ... أنا معرفش حاجة عن اللى بتقوله دا ... عمدة أيه
وممرضة ايه أنت يظهر من كتر الصلاة مخك إتلخبط
سامى: وماتعرفش كمان ماهر ...
ياسر: ماهر !! ... ماله ماهر ...
سامى: ماهر هو اللى حكالى على كل حاجة ولولا إنه بيحبك ماكنش عمل كده ...
ياسر: ماهر ... يا خسارة حتى الصديق اللى وثقت فيه وعاهدنى خان العهد
... يا خسارة يا ماهر ...
سامى: أنت مش فاهم ماهر أحسن صديق ولولا إنه بيحبك جداً ما كنش سابك هنا
وجرى علىَّ وبدل ما يبلغ البوليس زى ما أنت قلتله فكر يتكلم معايا أنا ... ولو سمع
كلامك كان زمان البوليس هنا وكنت أنت اللى
هاتخسر كل حاجة ...
ياسر: وحتى لو كان كده ماكنش المفروض يتكلم معاك إحنا متفقين إن أحنا مع
بعض على الخير والشر لكن للأسف منفذش الاتفاق ..
خلاص ماهر معدش ينفع يكون صديقى .
سامى: ليه كده .. دا يمكن ماهر هو الشخص الوحيد اللى كان أمين فى صداقتك
ومحبته ليك
ياسر: محبة فين المحبة دى هى المحبة معناها يكشف كل ورقى فى لحظة وبدون
أى داعى ...
سامى: لأ يا ياسر المحبة معناها أن واحد يضحى علشان واحد تانى واحد يخسر
علشان واحد يكسب واحد يموت علشان واحد يعيش واحد يضحى وهو سعيد وراضى واحد يبكى
علشان واحد يفرح واحد يدور علي مصلحة واحد تانى
وهو دا اللى عمله ماهر فاكر لما لقالك الشغل فاكر لما رضى إنك تشاركه فى أوضته
فاكر لما سافر بدالك علشان يسأل على أبوك
ياسر: أنا ماغصبتوش إنه يعمل كده هو كان بيعمل دا من نفسه وبرغبته.
سامى: أنا مش قولتلك ان لما واحد بيحب مش محتاج إن حد يقوله أعمل مش
محتاج إن حد يطلب منه .. أصله بيحب ... لكن أنا أنهاردة مش جاى أدافع عن ماهر لكن
جاى أتكلم معاك عن موضوع اهم من كده بكتير.
ياسر: أسمع أنت بقى ... أنا تعبت من الكلام بتاعك ودلوقت أنا اللى هاتكلم وأنت اللى لازم تسمع ... كونك خادم فى الكنيسة ومحبوب .. بتوعظ وبترشد الناس
دا شيء كويس وممكن يخلى ناس كتير تسمع كلامك
وتصدقك لكن بالنسبة أنا .. أنت بقيت واحد خطر
علىَّ واحد يعرف عنى حاجات ممكن تدخلنى السجن علشان كده أنا لازم .. ايوه لازم
أتخلص منك ودلوقت
(ويخرج المسدس
ليوجهه فى وجه الخادم سامى بيده ثم يوجهها
ويتراجع مرة أخرى وتبدو على سامى علامات الثقة
والتجلد وعدم الأهتمام)
ياسر: أنت مش خايف أنت هتموت فاهم ؟ ... هتموت.
سامى: على العموم الموت شيء ما بيخوفنيش وإذا كان الرب سمح لى بالموت
دلوقت هاموت ...
ياسر: أيه البرود دة دا يظهر الوعظ الكتير خلاك أتعودت على سماع كلمة
الموت ومعدتش تخاف منه !!
سامى: لايا ياسرأنا مش خايف لأنى لو مت هاروح السما لكن يا ترى لو أنت
مكانى قصدى لو أنت مت دلوقت تقدر تقولى هاتروح فين ... يا ترى أنت عارف ... عارف
أيه هايكون مصير واحد احتقر محبة الله
ياسر: أنت بتكلم مين ... مش ممكن تكون بتتكلم عنى أنا ... وبعدين أنا
معملتش كده أنا مش فاهم أنت تقصد أيه
سامى: لا أنا بتكلم عنك إنت .. أيوة أنت يا ياسر .. بلاش تستمر تحتقر
محبة الله ... المحبة اللى أظهرها لك زمان .. فاكر يا ياسر فاكر فى مدرسة الأحد وأنت صغير
فاكر قولت أيه ؟
ياسر: وأنت أيه اللى قالك الحكاية دى
؟ ...
سامى: أبوك قالى مرة وهو بيحكيلي عنك ... فاكر قلت أيه لما المدرس قالك
إنك حتى لو مفيش حد بيحبك ربنا بيحبك .. فاكر يا ياسر أنت ساعتها قولت أيه ؟...
ياسر: دا كلام بقاله سنين معقولة أنا هافضل
فاكر ....
سامى: حاول تفتكر .. حاول يا ياسر؟
ياسر: قولت .. قولت ... مش فاكر مش فاكر ...
سامى: قولت أنا كمان بحبه .. وهأفضل
أحبه على طول.
ياسر: دا كان كلام عيال
سامى: طيب ولما كبرت فاكر ربنا أظهر محبته ليك فى أبوك اللى كان دايماً
يكلمك عن الإجتماعات والكنيسة وربنا كان دايماً بيظهرلك
محبة غير عادية .. فاكر إزاى كان
بيمسح دموعك ويشجعك فى كل مرة كنت بتجيله فيها ؟...
فاكر يا ياسر فاكر ؟....
ياسر: لكن أبويا مات .. وماتت معاه كل معانى الحب.
سامى: لكن محبة الله ماماتتش ماسكتش فضلت وراك حتى وأنت فى الغربة فاكر
عم حبيب فاكر لما كلمك فاكر لما كان بيسأل عليك فاكر لما كان بكل الحب بيحاول
يوصلك محبة الله ... فاكر
ياسر: صحيح عم حبيب كان بيحاول لكن أنا ماكنتش فاضى من الشغل وبعدين كان
قدامى مشوار أهم ...
سامى: حاسب يا ياسر لتكون بتخسر آخر فرصة فى حياتك وتضيع أبديتك .. حاسب
تكون بتدوس على أعظم محبة قربت منك .. حاسب تحتقر محبة الله ... ياسر الكتاب بيقول
"فكم عقاباً أشر تظنون إنه يحسب من داس ابن الله وحسب دم العهد الذى قدس به
دنساً وإزدرى بروح النعمة" .. أنت
فاهم يا ياسر معنى الكلام دا أوعى يا ياسر أوعى تدوس محبة الله أوعى برجلك تفتح
لنفسك باب جهنم .. ياسر أوعى تحتقر محبة الله العظيمة .. أوعى تستهزأ بيها "أم
تستهين بغنى لطفه وأمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك للتوبة
لكنك من أجل قساوتك وقلبك غير الثابت تذخر لنفسك غضب فى يوم الغضب واستعلان دينونة
الله".
ياسر: كفاية .. مش عايز أسمع كلام تانى .. للأسف يا أخ أنت جيت متأخر
خلاص معدش باقى فى قلبى حب أديه لحد معدش عندى غير الكره
سامى: لا يا ياسر لسه فيه وقت لسه الباب مفتوح بلاش تضيع الفرصة منك بلاش
يا ياسر
ياسر: أنا مش شايف أى فرصة أنت ناسى كل اللى عملته ناسى إنى حاولت أرد
للناس نفس القلم اللى ضربوهولى ... ناسى العمدة وثناء وسلامة.
سامى: لأ مش ناسى .. لكن أنت
كمان متنساش إن محبة الله أعظم من كل اللى عملته وأن الله مستعد يغفرلك بس بلاش
تخلى الشيطان يخليك تحس أن الفرصة ضاعت منك
ياسر: أنا قلتلك كفاية أنا تعبت مش عايز أسمع كلامك ولا كلام حد ...
إتفضل سيبنى لوحدى ... سيبنى ...(يتركه سامى ليخرج)
ياسر: حتى لو ربنا هيسامحنى يا ترىالناس هاتسمحنى ...
(وفجأه يظهر العمدة على المسرح)
ياسر: أنت جاى تموتنى أيوة أنا عارف إنك عرفت إنى أنا السبب فى دخولك
السجن ... لكن بلاش بلاش تموتنى أنا ... أنا
العمدة: لا يا ياسر أنا جاى أقولك إن محبة الله غيرتنى وجاى أقولك أنا
مسامحك بس أوعى تحتقر محبة الله ...
ياسر: حتى أنت كمان بتقول كده ...
(ويظهر من الناحية الأخرى على المسرح ثناء)
ثناء: ياسر أنا مسمحاك يا ياسر بس أوعى تحتقر محبة الله اللى غيرتنى
وخلتنى أرجع دلوقت علشان أقولك ياسر ربنا بيحبك
ياسر: (وأثناء ذلك يقول) أنت بتقولى أيه إنت ... إنت ...
(ثم يظهر سلامة من أسفل المسرح)
سلامة: يا ياسر بيه أنا مش بكرهك لكن أنا مسامحك أوعى تحتقر محبة الله
اللى خلانى أسامحك
ياسر: (ويصرخ) لا ..... (يسقط
بطريقة استعراضية).
(وينتهى المشهد)